الحمد لله رب العالمين ، خلق فسوى وقدر فهدى ، ورزقنا من حيث لم نحتسب
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الامين ، ناصح الامة وكاشف الغمة
وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل ان يصلنا
دين الله عز وجل سهلا يسيرا ، فاللهم ارحمهم واغفر لهم اجمعين ، والحقنا بهم
تائبين عابدين موحدين منكسري لملكوتك العظيم، امين يا رب العالمين .
ما الفرق بين السارق ، والكذاب ، والوضاع ؟
قال شيخنا المحدث العلامة أبي الحسن السليماني حفظه الله
هذه الألفاظ الثلاثة بينها فروق ، وهاك بيانها :
فالوضاع : هو كذاب وزيادة، لأنه افترى ، واختلق على رسول الله - صلى الله عليه
وعلى آله وسلم- مما عملته يداه ، ولم يكن ناقلاً عن غيره ، وإنما هو الذي اختلقه ،
وافترى هذه الفرية على رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
وأما الكذاب : فهو الذي يدعي سماع ما لم يسمعه، ولقاء من لم يَلْقَه ، مع أن هذه الأحاديث ،
التي يرويها الكذاب قد تكون مشهورة عند أئمة الحديث ، وعند رواة الحديث ،
وعلى ذلك: فكل وضاع كذاب ، ولا عكس .
وأما السارق : فإنه كذاب أيضًا، ولكن كذبه من نوع خاص: وذلك أنه يسرق الأحاديث الغريبة،
والأحاديث التي ينفرد بها أحد الرواة، سواء كان ثقة أو ضعيفًا ، ورأى أن المحدثين
يرحلون إليه بسببها، لأن المحدثين يرحلون إلى الراوي من أجل ما عنده من الحديث الغريب ،
أو الحديث العالي ، وإن كان في هذا الحديث ضعف ، فإنهم يرحلون إليه من اجله ،
وينشطون له، فيأتي السارق ويجد الرواة والمحدثين يرحلون إلى هذا الراوي ، فتغار نفسه،
ويدخلها - والعياذ بالله – حظ النفس الأمارة بالسوء ، فيثب على هذا الحديث،
ويدعيه لنفسه ، ويدعي أنه لقي شيخ هذا الرجل ، وأنه وهذا الشيخ الذي يروي هذا الحديث
سواء في المنزلة، وفي الطبقة، بل قد يعلو في الإسناد من أجل أن يلفت أنظار الناس إليه ،
انظر تفصيل ذلك في "إتحاف النبيل "(1)و "شفاء العليل "(2).
وعلى هذا فالجميع كذابون : لكن الوضاع كذاب وزيادة، والسارق كذاب في أشياء دون أشياء،
والله أعلم .
__________
(1) 1 / 120 ) السؤال ( 21 ) .
(2) 1 / 459 – 460 .
__________________
قال قبيصة : سمعت سفيان يقول:
" الملائكة حراس السماء ، وأصحاب الحديث حراس الارض "
انظر سير أعلام النبلاء(7/274)