تم في الولايات المتحدة الاميركية تجريب محرك لصاروخ حامل والتي تقوم بصنعه شركة خاصة.وتصف وسائل الاعلام المحلية هذا الصاروخ بانه الوسيلة المستقبلية لايصال رواد الفضاء الى المحطة الفضائية الدولية.ومن المقرر ان تجري الرحلة التجريبية في ابريل/نيسان القادم.
وتعقد الادارة الاميركية الامال الكبيرة على الشركات الخاصة التي بامكانها صنع الاجهزة المخصصة لنقل الناس الى لمدار . وستتوقف في نهاية هذه السنة او بداية السنة القادمة الرحلات الفضائية للمكوكا الفضائية الاميركية . اما المركبة الفضائية من الجيل الجديد لوكالة ناسا "اوريون" فسوف تبدأ بالتحليق بعد عام 2017 . وهذا يعني ان عملية ايصال الطواقم الى المحطة الفضائية الدولية ستقع على عاتق المركبة الفضائية الروسية "سويوز" . ونشأ هذا الوضع بعد تدمير مكوك "كولومبيا" في عام 2003 . وتعتبر واشنطن انه يمكن ان تغطي هذه الفجوة الشركات الفضائية الخاصة . كما تم لتحقيق هذا الهدف تخصيص جزء من الموارد المالية التي كانت مخصصة سابقا لرحلة القمر 2020 والتي تم الغاؤها. ويوجد الان لدى وكالة ناسا عقود مع شركتين – "سبيس ايكس" ، التي قامت بتجريب محرك الصاروخ ، و شركة "اوربيتال ساينسيز".وكل من هاتين الشركتين تصنع صاروخها الحامل.
من الناحية النظرية فان الصواريخ الاميركية الخاصة يمكن ان تكون منافسة للصوارايخ الروسية . كما ان قيمة ايصال الشحنات الى المدار يمكن ان تكون لديهم اقل نتيجة لاستخدام احدث التكنولوجيا العصرية . لكن المسالة بالنسبة للمراكب الفضائية ستكون صعبة ، كما تحدث الى اذاعتنا الخبير في مجال التحليق الفضائي ايغور افاناسيف:
ان الشركات الاميركية الخاصة التي تمارس الان تصميم هذه الاجهزة الفضائية غير كبيرة ولا تمتلك الخبرة في انشاء المراكب الفضائية المأهولة. ومن هنا يمكن القول ، بانها لن تستطيع صناعة المركبات الفضائية بسرعة.كما انه يتعين على رواد الفضاء الاميركيين الذين يستعدون للتحليق على هذه المراكب الخاصة ان يمروا بمرحلة طويلة من الاجراءات والتجارب للتأكد من امان هذه المراكب . وبالتالي فان هذه المسألة ليست قريبة ابدا ، وحتى يمكن ان تمتد الى ابعد من عام 2017 .
وعلى العموم ، فان مسألة الصواريخ ليست بسيطة ابدا .لانه يتوجب على هذه الشركة "سبيس ايس" ان تمر بطريق طويل بدء من عملية تجريب المحرك حتى الانتهاء الكامل من صنع صاروخ كامل. كما انه لا توجد لهذه الشركة سوى الخبرة في اطلاق الصواريخ الصغيرة ، كما ان عملية اطلاق ثلاثة منها باءت بالفشل. ان القيادة الاميركية ووكالة ناسا التي تضع رهانا على الشركات الفضائية الخاصة لا يمكن لهم ان لايفهموا بانه لايمكن انشاء سريع لصواريخ جديدة بديلا للمكوكات الفضائية ، كما يقول ايغور افاناسيف:
ان هذه التصريحات لوكالة ناسا تتسم بطابع دعائي من اجل نهضة صناعتها ، وخصوصا بعد ان اتخذ الرئيس باراك اوباما قرارا برفض برنامج رحلة الفضاء ، كما يتطلب الوضع تعويضا عن ذلك . وجاء هذا التعويض كانشاء اجهزة فضائية لايصال رواد الفضاء الى المدار.
ويذكّر المراقبون الاميركيون بامر خاص ، وهو ان اللجنة المكلفة بالتحقيق في انفجار مكوك "كولومبيا" كتبت في تقريرها ، بان السبب الرئيسي للحادثة الماساوية اصبح فقدان وكالة ناسا "ثقافة الامن والامان " للرحلات الفضائية . واذا لم يكن يكفي وكالة ناسا الوطنية هذه الثقافة ، فانه من المستبعد ان توجد في الشركات الخاصة . والحد الاقصى الذي يمكن ان تقوم به الشركات الخاصة حتى عام 2017 ، عندما تصبح مراكبها الفضائية جاهزة – هو القيام يايصال الشحنات الى المدار ، وفي احسن الاحوال – عودة رواد الفضاء كما يقول الخبير.