انتشرت زراعة الفستق الحلبي في قرية "الثعلة" في منتصف الثمانينيات لكنها لم تستمر بالشكل الذي توسعت به زراعة الزيتون أو غيرها من الزراعات، أسباب كثيرة حدت من انتشار هذه الزراعة على الرغم من أنها منتجة ومطلوبة، وجعلت الزيتون يحتل كامل المساحات الصالحة للزراعة. حيث يبدو أن صبر فلاح "الثعلة" قليل لأنه لم يقبل على هذه الزراعة.
<--SS-- language=--SS-- type=text/--SS-->
تكبير الصورة
المهندس "صلاح العفيف" رئيس الوحدة الإرشادية في القرية في حديثه لموقع eSuweda عن زراعة الفستق التي لم تتعد إطار التجربة وبقيت ضمن حدود ضيقة خاصةً بعد انخفاض معدل الأمطار السنوي، قال: «على الرغم من أن شهرة الفلاحين في هذه القرية وإقبالهم الشديد على العمل الزراعي إلى جانب أعمالهم المختلفة ورغبتهم الدائمة باختبار أنواع من الأشجار وزارعة الخضار وغيرها من الحبوب إلا أنهم لم يتعاملوا مع شجرة الفستق بالشكل الذي ينسجم مع أهمية هذه الشجرة وإمكانية الاعتماد عليها إلى جانب الزيتون الذي حول القرية لحديقة كبيرة.
وقد بدأت زراعة الفستق في القرية على يد أستاذ أكاديمي في كلية الزراعة حيث زرع ما يقارب 70 دونماً، وتلته بعض التجارب لكن الفترة الطويلة التي تستهلكها الشجرة للإثمار والتي تصل لعشر سنوات جعلت الفلاحين بعيدين نوعاً ما عن هذه الزراعة، وبقي الانتشار محدوداً وبعد العام 1987 لم تزرع أشجار جديدة وبقيت المساحة المزروعة حوالي 146 دونماً وهذه المساحة قليلة بالنسبة لانتشار أشجار الزيتون التي باتت معرضة للعطش بسبب قلة الموارد المائية مع ملاحظة أن الفستق الحلبي مقاوم للجفاف.
وانتشرت زراعته في السنوات الأخيرة في
تكبير الصورة
المهندس صلاح العفيف رئيس الوحدة الارشادية
محافظة "السويداء" بعلاً، بعد أن أدخل في مشروع الحزام الأخضر بشكل أساسي كشجرة مقاومة للجفاف وتعطي مردوداً جيداً للمزارعين في مناطق الزراعة البعلية مقارنة مع المحاصيل الأخرى، علماً أن خدمات هذه الشجرة قليلة جداً وتباع ثمارها بأسعار مرتفعة».
ويضيف بقوله: «شجرة الفستق تتبع للعائلة البطمية ويعتبر من نباتات المناطق المعتدلة الحارة نصف صحراوية حيث يمكن للشجرة تحمل درجات الحرارة المرتفعة أثناء الصيف وذلك حتى درجة 45-50 درجة مئوية بدون أن يلحق بها أي أذى، وهذه مقاومة ويمكنها أيضاً تحمل درجات الحرارة المنخفضة وذلك حتى -30 مئوية في الشتاء، وهنا نركز على أنها تنسجم مع الظروف المناخية لمنطقتنا، وقد حاولنا نشر معلومات عن هذه الشجرة، خاصة عندما أخذت المشاريع تثمر بشكل جيد وبقيت قناعة الأهالي أن الشجرة تحتاج لري أكثر من الزيتون وقد شاهدنا في عدد من المشاريع في سنوات سابقة استبدال الفستق بالزيتون وهو إجراء يجانب الصواب، وفي الوقت الحالي توقفت زراعة الزيتون وكافة الأشجارالمثمرة».
السيد "فرحان الظاهر" مدرس متقاعد ومزارع تحدث عن تجربته في زراعة الفستق الحلبي فقال: «بناء على نصيحة بعض المهندسين الزراعيين وتجربة من سبقنا غرست ما
تكبير الصورة
السيد فرحان الظاهر
يقارب 15 دونماً بأشجار الفستق، وخمس دونمات زيتون مجاورة لها، وكانت شجرة جديدة علينا، وفي السنوات الأولى قمنا بسقاية الأشجار وقد تأخر المشروع بالإثمار لحوالي عشر سنوات، وقد وجدت أن الفستق أثمر أكثر من الزيتون، ورغم سنوات الجفاف بقي ولم يتأثر في الوقت الذي يهدد الجفاف آلاف أشجار الزيتون في هذه القرية، ومن حيث تكلفة الزراعة ورعاية الأشجار فالشجرة الواحدة تعوض تكاليف الزراعة والرعاية بعد ثلاث سنوات من الإثمار، وبالنسبة لمشروعي غير المروي والذي يعتمد على الأمطار وجدت أن إنتاج الشجرة المثمرة قد يصل إلى عشرين كيلو إذا ارتفعت نسبة الأمطار.
وإذا كان مشروعي أحد المشاريع البعلية مقارنة بمشروعين اعتمد أصحابها على الري، كونهما يقتربان من آبار جوفية فإن متوسط الإنتاج يتضاعف، وعليه فقد يكون تنفيذ آبار المكرمة في هذه القرية فرصة جديدة للتوسع في زراعة الفستق، الذي ومن خلال تجربتي يحتاج للسقاية لمرة واحدة فقط في فصل الشتاء في حال انخفض منسوب الأمطار وهذا كافٍ ليضاعف الإنتاج لأن الجفاف لم يهدد حياة الأشجار لكن نسب الإنتاج تنخفض، ما جعل الفلاح يبتعد عن هذه الزراعة، التي قد تكون البديل المناسب
تكبير الصورة
الزيتون يحتل المساحة الأكبر
للزيتون، ولا سبيل سوى المياه الجوفية وآبار المكرمة للمحافظة عليها والتوجه لبدائل جديدة».
يُذكر أنه في قرية الثعلة التي تبعد 12 كم عن مدينة "السويداء" إلى الغرب، لم يتجاوز عدد أشجار الفستق /3000/ شجرة ولا بوادر لزراعات جديدة، وهذه حالة مستغربة في هذه القرية الزراعية بامتياز، لكن وعلى رأي الفلاحين "ما باليد ولا حيلة".