بسم الله الرحمن الرحيم – وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
القرآن هو كلام الله المتين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فيه خبر ما قبلنا ونبأ ما بعدنا وحكم فيما بيننا، يتلوه صاحبه للتدبر وأخذ الحكم والعبر والعمل بمقتضاه، والسنة المطهرة هي أقوال وأفعال وتقريرات الحبيب المعصوم صلوات ربي وسلامه عليه والأمثلة كثير. أما المثل الشعبي فهو ضرب من الكلام الموزون (يكون نثرا أو شعرا مقفى أو حتى حرًّا) يُخَاطَبُ به كل جنس من بني البشر إذ أنه همزة وصل تربط بين الأجيال فيه من النصائح والتعليمات ما نراه كفيلا للمرء الأخذ بمقتضاها – البعض منها وليس الكل وهو مبحثنا للمناقشة-.
ترجع هذه الأمثال الشعبية لقائليها لذا نجد منها ما يفيض حكمة كقول العرب قديما " لا تصحبن حنانة ولا أنانة ولا منانة " وهي نصيحة أب لابنه قبل اختيار أم البنين، إلا أن البعض منها يكون مخالفا إما لعرف في البلد – وهذا لا يضر كون الآخذ به أو تاركه لا يعكر صفو حياته – أما تلك المخالفة لتعاليم الإسلام خاصة العقائدية منها فهو موضوع بحثنا اليوم:
* يقول المثل: " ربِّ يعطي اللحم غير اللي ما عندهش سْنِّينْ " يقال هذا المثل انطلاقا من الواقع المعيش، هَبْ أن أحدهم فتح الله عليه بتجارة واسعة ورأى غيره – ممن يحسنون التصرف بالأموال- أنه لا يستحق هذه النعمة التي لا يوفيها حقها، أو أن طالبا راسبا نجح في امتحان للدخول إلى منصب قدير وأصبح مدير مؤسسة، أو ... والأمثلة كثير لقال أحدنا المثل السابق؛
- أرى (وهو وجهة نظري الخاصة) أن هذا المثل فيه من سوء الأدب والتجرؤ على المولى جل في علاه ما يحرم العبد من السعة في الرزق لأن لسان حاله وقَالٍهٍ يقولان:
1/ أنه غير راض بقسمة المولى عز وجل وهو عين الحسد لأنه يرى نفسه أنه أحق بتلك النعمة من صاحبها وهو ما يجني عليه من الحرمان ما يعلمه.
ألا قل لمن بات لي حاسدا *** أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في فعله *** كأنك لم ترض لي ما وهب
فكان جزاؤك أن خَصَّنى *** وسد عليك طريق الطلب
2/ لو كان مقسما لأعطى لكل ذي حق حقه وهو عين الجرءة وقلة الأدب باتهام المولى أن القسمة جائرة وحاشاه أن يظلم أحدا.
أسئلة للمناقشة:
ما موقع هذا المثل بين ظهرانينا ؟ وما تأثيره في مجتمعنا ؟
وهل من مثلٍ ترونه بديلا ؟