بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد :
حبيبتي
أيعقل أن أكون بحبك أكثر من حبك ِ لنفسك وكيف
؟ ؟ ؟
عندما تخطئين أما تعاقبين نفسك على ذلك
وعندما تفشلين في تحقيق أمر ما أو في تجربة ما أما تلطمين الخدود
على ذلك
وحينما تخافين من أمر ما أما تسجنين نفسك رهينة لذاك الخوف
وعندما تضعفين ويسيطر عليك اليأس والقنوط المقيت
أما تفكرين حينها بالانتحار
أما تبادر لذهنك ولو للحظة أن تلحقي الضرر بنفسك
بشكل أو بآخر
وعندما تبكيك الحياة أما تفكرين بمقاطعتها
وحين تغضبين أما بلسانك تجرحين وبفعلك ِ
وهجرك تقتلين
؟ ؟ ؟ ؟
أما أنا
فعندما فإن أخطأت بحقي تجدينني أسارع لمسامحتك وطلب رضاك
كي تسعدين
وأن فشلت بتجربة أو بأمر ما أما أقف بجانبك أشد من عضدك
أواسيك ِ أخفف عنك أكفكف دموعك إن سمحت لي الفرصة
حلا لا وأطبطب على كتفك وأقول لك لا تخافي ولا تجزعي فإن الله معنا
إن الله مع الصابرين
وذكري الله فبذكره تطمئن القلوب وتهدأ النفوس
وما تبادر لذهني لحظة بقصد أو بغير قصد
إلا في حالة فقدان الوعي أو الجنون
أن ألحق بك ِ ضرر أو أذا أو مكروه
وإن أبكتك الحياة لحظة أكون معك عليها
كي ترتسم بسمة ويشع أملا بك ِ
وأحاول جاهدا أن أصالحك معها فتبتسمين وتشرق بها
شمس أيامي ويزهر بها ربيع عمري
وتغمرني بهذا الفرحة والسعادة والحبور
أموت كمدا لدمعة أراها ترسم جدولا على وجنتيك ِ
وأحيى لبسمة ترسمها عيونك في محياك ِ
! ! ! !
حبيبتي
من الصعب أن نتقبل ما يقوله القدر فينا
ولكن ليس من المستحيل تقبل ما يحمه القضاء فينا
عندما لا تجمعنا الأقدار في الحلال فحبي لك يتحول كحب الأب لأبنته
يعد لسعادتها وإن لم يكن شريك يقدمها لها
كزوجها المهم أن أراك ِ سعيدة وهذا يكفيني
لأن الحب يعني الحرية لا العبودية
برغم بقاء ما أكنه لك من حب
بالكيفية والكمية سرا دفينا بقلبي ما حييت وحتى بعد الموت
فأيهما أقوى حبي لك ِ أم حبك ِ لنفسك
؟ ؟ ؟
وبعد تأمل بهذا السؤال وتلك الفكرة توصلت ليقين
بأن حبي لك هو أشمل وأقوى من حبك ِ لنفسك ِ
بكثير ... كثير ... كثير
فهل تصدقين وبهذا الكلام توقنين أم ما زلت فيه تتحيرين
يا أغلى وأعز مخلوقة تعتق حبي وشوقي وحنيني بها ولها
وفي قلبي يزداد حبي أليك على الدوام مع مرور السنين
هذه حقيقة دامغة وبإذن الله صادقة والله عليها شهيد
فلا تستغربين وتتعجبين
أيعقل أن أحبك أكثر من نفسك ِ
نعم يعقل هذا وأنا له من الكافلين
هذا مما ألهمني به ربي