لإول مرة تتلعثم الكلمات وأنا أكتبها
تتسابق وتتدافع وتتلكأ على بوابة قلمي
لأني سأكتب اليوم عن سر هدوء ألمي
عن حضني ووطني وبيتي ومستقري
عن ثورة طموحي وبلسمي
عن من تفديني بعمرها
وتداويني بكفها
عن أمي
**************
أحترت بما أبدأ وكيف أصف
وهل يوصف محيط الحنان ؟
هل يعُلى على جبل الأمان ؟
هل ببضع كلمات أفي حق أغلى أنسان ؟
فكيف أكرم من كرمها الرحمن ؟
وجعل الجنة تحت قدميها والأفنان
**************
في ليلة من ليالي الشتاء
والموقد يجمعنا وأبريق الشاي يدندن فوقه بإسترخاء
نظرت مطولا في عيني أمي
فوجدتها مسترسلة وهائمة في ملكوت النقاء
ناديتها أمي الحبيبة
فرنت نحوي بنظرتها التي تفيض حبا وعطاء
قلت لها صفيلي نفسكِ
****************
تكلمت وأبتسامة حزينة ترتسم فوق شفتاها
وهالة من نور تستوطن محياها
أنا يابني كأي أم
نخلة يعانق رأسي وجه السماء
جذوري موغلة في الأرض
تحيطكم سعفاتي
ويسندكم جذعي
وكم مسني الضر لإجلكم
وكم عانيت في سبيل راحتكم
وكم سهرت الليل بجانبكم
أدعو لكم
وأتأملكم
************
دنوت من أمي الحبيبة
وقبلت جبينها الطاهر
لله دركِ يا أمي
كم عانيتي وتعانين
وكم قسونا وتسامحين
وكم بعدنا ولإجلنا الدمع تذرفين
وكم تصبرين وتتحملين من وجع السنين
لله دركِ تستحقين لكِ إكرام الرب والدين
***********
أمي أمة
أمي قمة
أمي فوق
السطر كلمة
أمي شمعة
أمي زرعة
أمي تحت
الرمش دمعة
أمي كوني
أمي عيوني
أمي يد الرحمة
فوق شجوني
*************
أستميحكِ عذرا والدتي
متيقن من قصورها بحقكِ كلمتي
لكِ حبي وإمتناني وتقديري ومودتي
************