تنطلق فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الخليج السينمائي، الذي
يقام تحت رعاية سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس "هيئة دبي
للثقافة والفنون" (دبي للثقافة)، مع حفل الافتتاح الذي سيشهد عرض الفيلم
الإماراتي المنتظر "دار الحي" مساء 8 أبريل 2010.
وتولى تنفيذ فيلم
"دار الحي" المخرج الإماراتي علي مصطفى، وتم إنتاجه في دبي مع طاقم عمل
عالمي، وكان قد عرض للمرة الأولى في افتتاح برنامج "ليال عربية" ضمن
فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي. وشهد عرض الفيلم خلال المهرجان حضور
أبرز الممثلين في الفيلم ومنهم نتالي دورمر وسونو سود إضافة إلى الممثل
الإماراتي سعود الكعبي.
وفي بيان ـ أرسلت لسبأنت نسخة منه ـ قال
مسعود أمر الله آل علي، مدير مهرجان الخليج السينمائي: "تتجلى في فيلم ’دار
الحي‘ مدى التطورات التي حققتها صناعة السينما في دبي ودولة الإمارات
العربية المتحدة عموماً. ويعكس هذا العمل المتميز الإمكانات الكبيرة التي
يتمتع بها المخرجون الشباب في المنطقة، الذين يمثلون نموذجاً يقتدي به
الطامحون للانطلاق في حياة مهنية ناجحة في حقل السينما. ويعتبر فيلم ’دار
الحي‘ خياراً مثالياً للعرض في مهرجان الخليج السينمائي الذي يحتفي بأبرز
الأعمال السينمائية التي أبدعتها المواهب الواعدة في منطقة الخليج".
وأضاف:
"يمثل ’دار الحي‘ احتفالية بمواهب دبي والتنوع الثقافي والاجتماعي في
المدينة التي تضم مقيمين من أكثر من 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم.
وينجح الفيلم في تخطي جميع الحواجز والحدود ليقدم لغة سينمائية عالمية،
كلنا ثقة من أنها ستحظى بإعجاب وتقدير جمهور المهرجان. ويعتبر ’دار الحي‘
خطوة أولى هي في غاية الأهمية نحو إنتاج المزيد من الأفلام المحلية
المتميزة التي تعزز مكانة السينما الإماراتية في الأسواق العالمية".
ويقدم
فيلم "دار الحي" قصصاً منفصلة تجري أحداثها في مدينة دبي، أبطالها مواطن
إماراتي وسائق تكسي هندي يشبه أحد نجوم بوليوود وامرأة أوروبية، تتقاطع
حياتهم في ترابطات عشوائية، تماماً كما تتشابك الثقافات في مجتمع دبي
المتنوع، وتتأثر حياة كل منهم بسلوكيات الآخر.
إلى ذلك يقوم مهرجان
الخليج السينمائي بتسليط الضوء خلال دورة هذا العام على إبداعات المخرج
السينمائي الفرنسي المعاصر "فرانسوا فوجيل"، من خلال عرض مجموعة منتقاة تضم
16 من أروع الأفلام القصيرة التي أخرجها.
يشتهر فوجيل عالمياً
بأفلامه الفريدة التي تمزج بين أساليب صناعة السينما التقليدية والوسائط
الرقمية المعاصرة، ويعد مصوراً رقمياً لامعاً بقدر ما هو مخرج سينمائي، حيث
يتميز ببراعته في استخدام المساحات المكعبة، والمناهج ثلاثية الأبعاد،
والعناصر حرة الحركة.
وأوضح مسعود أمر الله آل علي، مدير
مهرجان الخليج السينمائي، أن المجموعة المختارة من أفلام فوجيل التي سيتم
عرضها خلال المهرجان ضمن برنامج "في دائرة الضوء"، تمثل انعكاساً للتطور
الكبير الذي وصلت إليه تقنيات صناعة السينما اليوم. وقال: "في ظل التطور
التقني الهائل الذي يشهده قطاع الإخراج السينمائي، يبدي الجيل الصاعد من
صناع السينما ، اهتماماً متزايداً بتقنيات صناعة الأفلام الرقمية".
وأضاف:
"يشتهر فوجيل بإبداعاته المتميزة ومهارته الكبيرة في التلاعب بالمساحة بين
الموضوع والكاميرا، حتى عندما يستكشف في فيلمه فكرة جدية مثل عبثية
الحروب. ولا شك أن أفلامه ستكون بمثابة نقطة مرجعية في عالم صناعة السينما
الحديث، وستشكل مصدر إلهام لصناع السينما في المنطقة، للنظر إلى ما هو أبعد
من الحدود السائدة".
بدأ فوجيل حياته المهنية في مجال الفنون
البصرية في معرض فنان الصور المتحركة دومينيك باربييه واكتسب شهرة دولية
واسعة من خلال حملة "You" الخاصة بـ "إتش بي". كما فاز بجائزة "حملة العام"
من مجلة "آدويك"، عن حملة "Picture Book".
ويتميز فوجيل ببراعته في
تحريك الصور وصياغة المفاهيم بسهولة، فهو يبتكر بأسلوبه لغة سينمائية
جديدة سوف تجد صدى واسعاً لدى المخرجين البارعين في استخدام التكنولوجيا
الحديثة.
وتتضمن قائمة أفلام فوجيل التي سيتم عرضها خلال الدورة
الثالثة من مهرجان الخليج السينمائي، وتقام فعالياتها خلال الفترة 8-14
أبريل المقبل: "بعد المطر"؛ و"مطبخ"؛ و"لعبة الكلمات، والرسوم"؛
و"سلطعونات"؛ و"دوار"؛ و"لعبة القطط الثلاث الصغيرة"؛ و"جاهزة،
حياة@نهاية"، و"شارع فرانسيس"، و"سقف اصطناعي"؛ و"قطاف"، و"دجاجة جيرار"؛
و"خشخشة الخنافس"؛ و"منطقة سعيدة"؛ و"قيلولة تحت أشجار جوز الهند"، و"سيرك
مدهش حقاً"؛ و" إحماء".
وتدور أحداث فيلم "إحماء" حول مجموعة من
عروض الجمباز غير المألوفة في منطقة حضرية، حيث يقوم شخص غريب الأطوار
بإجراء تدريبات إيقاعية مجنونة على طول شوارع مانهاتن. وفي فيلم "جاهزة،
حياة@نهاية"، الذي تدور أحداثه تحت درج غريب، يهتز المبنى مع دقات
الموسيقى، وتصبح شخصيات الفيلم الأربع والكلب، أسرى لتحركاتهم.
من
المطبخ إلى الحديقة، ومن الحديقة إلى المطبخ، يروي فيلم "لعبة الكلمات،
والرسوم" قصة ثلاثة أبطال يسيرون في فضاء متعرج بحثاً عن كلمات مخفية في
الصورة. ويستكشف فيلم "مطبخ" العلاقة بين موزة ونطاق رؤية الإنسان، في حين
يقدم فيلم "دوار" استعراضاً لأربعة ممثلين، باستخدام ثماني كاميرات، وأربعة
هواتف نقالة تمتزج مع الخلفية، لتشكل لغزاً غريباً.
سواء كانت
أمطاراً خفيفة أو عاصفة، "بعد المطر" يجعل المرء يتساءل إذا كان لنا أن
نتعلم شيئا في الوقت الذي نحاول أن نحمي أنفسنا في منازلنا. في "سقف
اصطناعي"، زوجان يعجزان عن النوم في ليلة قمراء، وفي رحلة غريبة إلى القمر،
يتعرضان لعدد من الحوادث. فهل هي حقيقة أم خيال؟ في المقابل اثنين
يتغازلان فوق الأشجار في "قطاف".
وينشر فيلم فوجيل "منطقة سعيدة"
السعادة الحقيقية لبلده، مركزاً على الجمال النابع من البراءة.
وفي
فيلم "لعبة القطط الثلاث الصغيرة" تتناغم الكلمات والصور مع بعضها، لتختلط
وتتمازج، وأخيراً تصل بنا إلى حدود اللغة وإدراك الحقيقة. ويروي فيلم
"سلطعونات" قصة صراع بين قبيلتين تتقاتلان مع بعضهما على شواطئ بريتاني.
وتسير الشخصيات بشكل جانبي باتجاهين، ويبقى الجنود على قيد الحياة بفضل
الدروع التي تحميهم، والتي تبدو كشاشات مرئية، في فيلم غريب يتناول موضوع
عبثية الحرب.
ومن شرفة الطابق الخامس لشارع فرانسيس دي بريسينس،
يقدم فيلم "شارع فرنسيس" للمشاهدين صوراً من الحياة المتناغمة لإحدى ضواحي
باريس. وتدور أحداث فيلم " دجاجة جيرار" حول حياة رجل عاش قصة حب غريبة في
خلفية وصفة طهي.
ويعرض فيلم "قيلولة تحت أشجار جوز الهند" صوراً
وقصة ابتدعها طلاب إحدى المدارس في قرية هينغين بكاليدونيا الجديدة، في حين
يروي فيلم "خشخشة الخنافس"، قصة شابين في عالم دوار تجذبهم امرأة ترتدي
الأبيض.